مرض السكري هو أحد الأمراض الأكثر خطورة في عصرنا، ويشكل تحديًا كبيرًا على مستوى الصحة العامة. هناك جدل مستمر حول تأثير التغذية على صحتنا، سواء من خلال الأطعمة الصحية أو الأطعمة المسمنة والسريعة، بالإضافة إلى تصاريح وحظر بعض الممارسات الغذائية، منذ سن مبكرة، أصبح هذا الموضوع محط اهتمام كبير، ويتزايد النقاش حول تأثيرات العادات الغذائية على صحتنا في الحاضر والمستقبل.
السكري يعتبر أحد أكبر وأهم الأزمات الصحية في عصرنا الحالي. في الوقت الراهن، يُقدّر عدد المصابين بالسكري في العالم بحوالي 5 ملايين شخص، بينما يبلغ العدد في اليابان وحدها حوالي 500,000 مريض. يمكن أن يتسبب السكري في آثار صحية مدمرة مثل النوبات القلبية، السكتات الدماغية، الفشل الكلوي، العمى، تلف الأعصاب، والبتر.
ما هو مرض السكر؟
داء السكري هو حالة مرضية تؤثر على قدرة الجسم في التحكم في مستوى السكر (الجلوكوز) في الدم. في الوضع الطبيعي، يستخدم الجسم الجلوكوز كمصدر رئيسي للطاقة، ويتم الحصول عليه من الطعام أو من خلال إنتاجه في الكبد والكلى. بعد تناول الطعام، يقوم البنكرياس بإفراز الأنسولين الذي يساعد في نقل الجلوكوز إلى خلايا الجسم.
عند الإصابة بالسكري، يحدث اضطراب في هذه العملية. إذا لم ينتج الجسم كمية كافية من الأنسولين أو إذا كان الأنسولين لا يعمل بشكل جيد، يتراكم الجلوكوز في الدم، مما قد يؤدي إلى تلف الأعضاء مع مرور الوقت.
داء السكري يُعد من الأمراض الشائعة والخطيرة التي يجب معالجتها بشكل دقيق للحفاظ على صحة الأعضاء والوظائف الحيوية للجسم.
أنواع مرض السكري
يتنوع هذا المرض إلى نوعين رئيسيين، وهما النوع الأول والنوع الثاني، ويختلفان في السبب وطريقة العلاج، ومن المهم فهم الفروق بين النوعين للتمكن من التعامل مع المرض بشكل أفضل والوقاية من مضاعفاته.
النوع الأول من السكري
- يُعرف أيضًا بـ “داء السكري المعتمد على الأنسولين” أو “داء السكري عند الأحداث”.
- يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي الخلايا التي تنتج الأنسولين في البنكرياس، مما يمنع إنتاج الأنسولين تمامًا.
- يشكل حوالي 10% من المصابين بالسكري.
- يمكن أن يصيب الأشخاص في أي عمر.
- يتطلب مراقبة دقيقة لمستوى السكر في الدم وحقن الأنسولين بناءً على النتائج.
النوع الثاني من السكري
- يرتبط ارتباطًا مباشرًا بنمط الحياة، مثل قلة النشاط البدني وزيادة الوزن.
- يُعرف أيضًا بـ “داء السكري غير المعتمد على الأنسولين” أو “داء السكري عند البالغين”.
- يحدث عندما لا ينتج الجسم كمية كافية من الأنسولين أو أن الأنسجة تصبح مقاومة له.
- يشكل حوالي 90% من المصابين بالسكري.
- يزداد خطر الإصابة به مع تقدم العمر.
- يتأثر بشكل كبير بالنظام الغذائي، النشاط البدني، وزيادة الوزن.
سكري الحمل
سكري الحمل هو نوع من داء السكري يحدث أثناء فترة الحمل، حيث لا يستطيع جسم المرأة إنتاج كمية كافية من الأنسولين لتنظيم مستوى السكر في الدم. يصيب هذا المرض ما بين 1% إلى 14% من النساء الحوامل، وغالبًا لا تظهر له أعراض واضحة.
غالبًا ما يمكن السيطرة على سكري الحمل من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، ولكن في بعض الحالات قد تحتاج النساء إلى أدوية لموازنة مستويات الجلوكوز في الدم.
تتزايد مخاطر الإصابة بسكري الحمل لدى النساء فوق سن 25 عامًا، أو اللائي لديهن تاريخ عائلي للمرض، أو اللائي أصبن بسكري الحمل في حمل سابق. كما تزيد السمنة من خطر الإصابة. في حالة عدم التحكم الجيد في مستوى السكر، قد تحدث مضاعفات خطيرة مثل الولادة المبكرة، تسمم الحمل، أو ولادة أطفال بوزن كبير. أيضًا، هناك زيادة في احتمالية الإصابة بالنوع الثاني من السكري في المستقبل.
سكري الحمل هو مرض يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحة الأم والجنين، ولذلك من الضروري متابعة الحالة الصحية بشكل دقيق خلال فترة الحمل.
المخاطر والمضاعفات المصاحبة لمرض السكري
إذا لم يتم التحكم بشكل جيد في مستويات السكر في الدم، فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات الصحية الخطيرة، من أبرز هذه المضاعفات:
- أمراض العيون مثل اعتلال الشبكية السكري، الذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الرؤية.
- قرحة المعدة يمكن أن تتأثر المعدة بوظائف هضمية بسبب السكري.
- البتر ارتفاع مستويات السكر في الدم لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية والأعصاب، مما قد يسبب مشاكل في الأطراف تتطلب بترها.
- العدوى تكون الجروح أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، والشفاء يصبح أبطأ في مرضى السكري.
- القرحة والآفات الجلدية السكري يضعف قدرة الجسم على الشفاء من الجروح والآفات الجلدية.
- أمراض القلب الأشخاص المصابون بالسكري معرضون بشكل أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- فقدان السمع السكري يمكن أن يؤثر على الأعصاب في الأذن الداخلية، مما يؤدي إلى فقدان السمع.
- أمراض اللثة زيادة مستويات السكر في الدم يمكن أن تضعف صحة اللثة والأسنان، مما يؤدي إلى التهابات وأمراض في اللثة.
- مشاكل في الأعصاب مثل الاعتلال العصبي السكري الذي يؤثر على الأعصاب، خاصة في الأطراف.
- أمراض الكلى السكري يمكن أن يؤدي إلى تلف الكلى (الاعتلال الكلوي)، وقد يؤدي في الحالات الشديدة إلى الفشل الكلوي.
- السكتة الدماغية السكري يزيد من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية بسبب تأثيره على الأوعية الدموية.
- ضعف الانتصاب عند الرجال السكري قد يؤدي إلى ضعف الانتصاب بسبب تأثيره على الأوعية الدموية والأعصاب.
أعراض مرض السكري
غالبًا ما تكون أعراض داء السكري من النوع 1 شديدة وتميل إلى التطور فجأة وقد تترافق مع الغثيان وآلام البطن وزيادة كمية البول وزيادة تناول الطعام وفقدان الوزن غير المتوازن
في المقابل، يعرف حوالي نصف المصابين بداء السكري من النوع 2 أنهم بدون أعراض أو حتى أعراض. مع مرض السكري من النوع 2، تتطور الأعراض ببطء وببطء. الأعراض الرئيسية هي:
- كثرة التبول
- ظمأ الظلم
- الجوع غير المنضبط
- زيادة الوزن أو فقدان الوزن المفاجئ.
- متعبه
- توتر
- ليس من الواضح أن نرى
- الجرح لا يلتئم
- التهابات الجلد والحكة والتهاب اللثة.
- خدر في الأطراف
- صعوبة في القدرة الجنسية للذكور
تشخيص مرض السكري
تشخيص مرض السكري يمكن أن يتم بسهولة نسبياً من خلال فحص الدم الذي يقيس مستويات السكر في الدم. هناك عدة اختبارات تُستخدم لتشخيص السكري:
- اختبار التحمل الجلوكوز الفموي (OGTT) يتم إعطاء الشخص محلول يحتوي على الجلوكوز، ثم يتم قياس مستوى السكر في الدم بعد ساعتين. إذا كان مستوى السكر في الدم 200 ملغ/ديسيلتر أو أكثر بعد ساعتين، يُشخص الشخص بالسكري.
- اختبار الجلوكوز العشوائي يُقاس مستوى السكر في الدم في أي وقت من اليوم، بغض النظر عن آخر وجبة تناولها الشخص. إذا كان مستوى السكر في الدم مرتفعًا جدًا، قد يُطلب من الشخص إجراء اختبارات إضافية.
- اختبار الجلوكوز الصائم يتم قياس مستوى السكر في الدم بعد صيام لمدة 8 ساعات. إذا كان مستوى السكر أعلى من 126 ملغ/ديسيلتر في أكثر من اختبار واحد، يتم تشخيص السكري.
- اختبار الهيموغلوبين السكري (HbA1c) هذا الاختبار يقيس متوسط مستويات السكر في الدم خلال آخر 2-3 أشهر. إذا كانت النسبة 6.5% أو أكثر، فإن ذلك يشير إلى الإصابة بالسكري.
علاج مرض السكري
بالنسبة لمرض السكري من النوع 1، يجب قياس مستوى السكري في الجسم بشكل مكثف ومتكرر، ويجب حقن الأنسولين وفقًا لنتائج الاختبار. في السنوات الأخيرة، تغيرت خيارات العلاج بشكل كبير حيث تشمل العلاجات مستحضرات أنسولين أكثر أمانًا والقدرة على قياس مستويات الدم في الدم بشكل مستمر.
بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2، يشمل العلاج الأولي الأدوية وتغييرات النظام الغذائي والنشاط البدني لخفض مستويات السكر في الدم وتقليل مخاطر الإصابة بالمرض.
كما تعمل أدوية داء السكري من النوع 2 على مجموعة متنوعة من الأنظمة. على سبيل المثال، يزيد من إنتاج الأنسولين في البنكرياس، ويجعل الخلايا أكثر حساسية للأنسولين، ويتداخل مع امتصاص الجلوكوز في الكلى.
كما تم تصميم العلاج الدوائي وفقًا للاحتياجات الخاصة لكل مريض. واليوم، بالإضافة إلى ضبط مستويات السكر في الدم، ظهر جيل جديد من الأدوية التي تقلل من مخاطر الوفاة والأضرار التي تلحق بالبنكرياس (أثر إطالة عمر المرض رغم إصابته). تتوفر هذه الأدوية في الأرفف بشروط معينة، ولكنها متاحة لمعظم المرضى.
يساعد تشخيص المرض وعلاجه في المراحل المبكرة على تحقيق حالة متوازنة ويقلل من فرصة الإصابة بالأمراض المرتبطة بمرض السكري. من المستحسن الاتصال بطبيبك لمزيد من المعلومات.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
جمعنا لكم مجموعة من الأسئلة المتكررة وإجاباتها لتسهيل تجربتكم.
ما هي أسباب مرض السكري؟
مرض السكري يحدث نتيجة لعدم قدرة الجسم على إنتاج أو استخدام الأنسولين بشكل فعال، مما يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم. قد يكون هناك عوامل وراثية، نمط حياة غير صحي، أو زيادة الوزن من بين الأسباب الرئيسية.
هل مرض السكري خطير؟
نعم، مرض السكري يمكن أن يكون خطيرًا إذا لم يتم التحكم فيه بشكل جيد. يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية مثل أمراض القلب، الفشل الكلوي، مشاكل في العيون، وأضرار للأعصاب إذا لم يتم معالجته بشكل صحيح.
ما هو علاج مرض السكري؟
علاج مرض السكري يعتمد على النوع. يشمل عادة تغييرات في النظام الغذائي، ممارسة الرياضة، استخدام الأدوية مثل الأنسولين أو أدوية أخرى، بالإضافة إلى مراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام.
ما هي أنواع مرض السكري؟
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من مرض السكري:
- النوع الأول: يحدث عندما يفشل البنكرياس في إنتاج الأنسولين.
- النوع الثاني: يحدث عندما لا يستخدم الجسم الأنسولين بشكل فعال.
- السكري الحملي: يحدث أثناء الحمل وقد يختفي بعد الولادة، لكن النساء المصابات به يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكري النوع الثاني لاحقًا.
ما هو تعريف مرض السكري وأنواعه؟
مرض السكري هو حالة تتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم بسبب مشاكل في إنتاج الأنسولين أو استخدامه. كما ذكرنا، هناك نوعان رئيسيان: النوع الأول والنوع الثاني، بالإضافة إلى السكري الحملي.
ما هي الوقاية من مرض السكري؟
الوقاية من مرض السكري تتضمن الحفاظ على وزن صحي، ممارسة النشاط البدني بانتظام، تناول طعام متوازن، والابتعاد عن التدخين. كما أن إجراء فحوصات دورية لمستويات السكر في الدم يساعد في الكشف المبكر.
ما هي أعراض السكري الصامت؟
السكري الصامت لا يظهر عليه أعراض واضحة في البداية. لكن قد يعاني المريض من زيادة في العطش، التبول المتكرر، التعب، وفقدان الوزن بشكل غير مفسر، وهذا قد يشير إلى وجود المرض في مراحله المبكرة.
لماذا يعد الحفاظ على مستويات السكر في الدم مهمًا؟
الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي يساعد في الوقاية من مضاعفات مرض السكري مثل أمراض القلب، الفشل الكلوي، ومشاكل الأعصاب.
ماذا يحدث إذا لم يتم علاج مرض السكري؟
إذا لم يتم علاج داء السكري، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل تلف الأوعية الدموية، العمى، والفشل الكلوي، بالإضافة إلى مشاكل في القلب والشرايين.
كيف يمكن التحكم في مرض السكري دون أدوية؟
إدارة مرض السكري دون أدوية تتضمن تغييرات في النظام الغذائي، ممارسة الرياضة بانتظام، مراقبة مستويات السكر في الدم، وتخفيف التوتر.
هل يمكن الشفاء من مرض السكري النوع الثاني؟
مرض السكري النوع الثاني يمكن أن يتحسن بشكل كبير أو يُدار بشكل جيد من خلال تغييرات نمط الحياة، ولكن الشفاء الكامل من المرض لا يزال غير ممكن. قد يحتاج البعض إلى أدوية بشكل دوري.
ما هي علاقة مرض السكري بالتغذية؟
التغذية تلعب دورًا كبيرًا في إدارة مرض السكري. تناول الأطعمة منخفضة السكر والغنية بالألياف يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم ويقلل من مخاطر المضاعفات.
هل يمكن للسكري أن يصيب الأطفال؟
نعم، السكري النوع الأول يمكن أن يصيب الأطفال في أي عمر. بينما يمكن أن يصاب الأطفال بالسكري النوع الثاني بسبب السمنة أو العوامل الوراثية.
ماذا عن العلاقة بين السكري وصحة القلب؟
مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، لأنه يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم التي تضر بالأوعية الدموية وتعزز تراكم الدهون في الشرايين.
ما هي الفحوصات اللازمة للكشف المبكر عن مرض السكري؟
الفحص الدوري لمستويات السكر في الدم مثل اختبار HbA1c واختبار الجلوكوز الصائم يساعد في الكشف المبكر عن مرض السكري وتقييم خطر الإصابة به.