مقالات ذات صلة

جميع المقالات

بحيرة طبريا تقترب من الخط الأحمر

بحيرة طبريا تقترب من الخط الأحمر تشهد بحيرة طبريا...

4 إصابات بين خطيرة ومتوسطة في حادث سير قرب القدس

4 إصابات بين خطيرة ومتوسطة في حادث سير قرب...

الرملة: جريمة إطلاق نار تحصد روح أم وتصيب طفليها

الرملة: جريمة إطلاق نار تحصد روح أم وتصيب طفليها...

تحرير طفل من ذوي الاحتياجات بعد تعذيبه واعتقال مشتبه به في يطا

تحرير طفل من ذوي الاحتياجات بعد تعذيبه واعتقال مشتبه...

خط جديد للقطار الخفيف قد يربط شمال القدس بجنوبها عبر الأحياء العربية

خط جديد للقطار الخفيف قد يربط شمال القدس بجنوبها عبر الأحياء العربية

بحيرة طبريا تقترب من الخط الأحمر

بحيرة طبريا تقترب من الخط الأحمر تشهد بحيرة طبريا في هذه الأيام واحدة من أكثر المراحل الحرجة في تاريخها الحديث، حيث أظهرت المعطيات الصادرة عن سلطة بحيرة طبريا أن مستوى المياه بلغ 212.935 مترًا تحت سطح البحر، أي على بعد أقل من سبعة سنتيمترات فقط من “الخط الأحمر الأسفل” هذا المؤشر يثير قلق الخبراء والجهات البيئية، إذ يمثل هذا الخط الحدّ الذي عند تجاوزه تبدأ المنظومة البيئية في البحيرة بالتعرض إلى أضرار يصعب معالجتها.

ما معنى الخطوط التحذيرية في البحيرة؟

تُقسّم مستويات المياه في بحيرة طبريا إلى عدة خطوط تحذيرية.

  • الخط الأحمر الأسفل: يمثل المستوى الذي عند تجاوزه تبدأ المياه بفقدان جودتها، كما تتأثر الكائنات الحية والنظام البيئي ككل
  • الخط الأسود: يقع عند مستوى 214.87 مترًا تحت سطح البحر، وهو أدنى مستوى سُجّل تاريخيًا في ديسمبر 2001.
  • أما عند مستوى 215.5 مترًا، فتصبح عملية ضخ المياه من البحيرة مستحيلة تقنيًا بالوسائل المتوفرة اليوم، وفقًا لتحذيرات وزارة البيئة.

من جهة أخرى، تحتاج البحيرة إلى أكثر من أربعة أمتار إضافية من المياه لتصل إلى “الخط الأحمر الأعلى”، وهو المستوى الذي يرمز إلى حالة امتلاء ووفرة مائية.

انعكاسات الانخفاض على الطبيعة والسكان

الانخفاض المتسارع في منسوب المياه لم يظل حبيس الأرقام فقط، بل أصبح واضحًا على أرض الواقع. فقد ظهرت في الأيام الأخيرة جزيرة صغيرة مغطاة بالأعشاب قبالة شاطئ معجان، وهي نتيجة مباشرة لانحسار المياه. هذه الظاهرة ليست مجرد منظر طبيعي جديد، بل إشارة بيئية خطيرة إلى حجم التراجع الذي تعاني منه البحيرة.

كما يرى خبراء البيئة أن انخفاض المياه إلى ما دون الخط الأحمر الأسفل من شأنه أن يؤدي إلى تغييرات جذرية في النظام البيئي، مثل ارتفاع نسبة الملوحة تراجع جودة المياه، وتهديد الحياة النباتية والسمكية التي تعتمد على استقرار النظام المائي كما أن البحيرة تُعد مصدرًا مهمًا للمياه العذبة وبالتالي فإن استمرار التراجع سيؤثر بشكل مباشر على موارد المياه المتاحة للسكان في المنطقة بحيرة طبريا تقترب من الخط الأحمر

بحيرة طبريا تقترب من الخط الأحمر

كما يمكن إرجاع تراجع منسوب المياه في بحيرة طبريا إلى عدة عوامل متداخلة، من بينها:

  1. قلة الهطولات المطرية في مواسم الشتاء الأخيرة.
  2. ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن التغير المناخي، مما يزيد من معدلات التبخر.
  3. الاعتماد المستمر على البحيرة كمصدر مائي، رغم دخول مشاريع بديلة مثل محطات تحلية المياه.

مستقبل البحيرة

يشير الخبراء إلى أن مستقبل بحيرة طبريا مرهون بمدى القدرة على إدارة الموارد المائية بطرق أكثر استدامة. فإلى جانب مشاريع التحلية، هناك حاجة لتقليل استنزاف البحيرة المباشر، وتعزيز خطط حماية البيئة المحيطة بها.

ورغم الصورة القاتمة الحالية، إلا أن البحيرة شهدت في بعض السنوات الماضية ارتفاعًا في منسوبها بفضل مواسم مطرية غزيرة. لكن الاعتماد على الأمطار وحدها لم يعد كافيًا، خاصة مع التغيرات المناخية التي تقلل من استقرار المواسم المطرية.

خاتمة

إن اقتراب بحيرة طبريا من الخط الأحمر الأسفل ليس مجرد خبر عابر، بل جرس إنذار يستدعي وقفة جدية من الجهات المسؤولة والسكان على حد سواء. فالخطوط المرسومة على جدران البحيرة ليست مجرد أرقام هندسية، بل مؤشرات على صحة واحدة من أهم البحيرات العذبة في المنطقة، وأي تجاوز لهذه الحدود قد يُدخل البحيرة في أزمة طويلة الأمد تهدد الإنسان والطبيعة معًا